يحوي هذا الكتاب على سبع رسائل اصيلة للقديس أنطونيوس، شهد بصحتها القديس جيروم، و13 رسالة أخري منسوبة في التراث العربي للقديس أنطونيوس، وفي التراث السرياني واليوناني تنسب هذه الرسائل ال13 إلى تلميذ القديس انطونيوس (أموناس).

في المجموعة الأولي من الرسائل يتحدث القديس أنطونيوس عن عدة موضوعات أهمها: الدعوة الإلهية، تقديس النفس والجسد معًا، الحروب الروحية غير المنظورة للشياطين. الجوهر العاقل للإنسان، صورة الله في الانسان، الحديث عن العالم والكائنات الروحية واسمائها، كذلك يعدد الخطايا ويذكر اسمائها تفصيلاً ويميز بين أوجاع الجسد وأوجاع النفس. . كما يتحدث عن التجسد الإلهي وافتقاد الله للإنسان من خلال موسى أولاً الذي وضع أساس البيت الذي هو الكنيسة، ثم مات ولم يستطع أن يكمل البيت ثم الأنبياء الذين تابعوا بناء موسى للبيت ولكن لم يستطيعوا أن يكملوه، وذلك لان البشرية كان مرضها عضال، هنا يوحد أنطونيوس بين اكتمال بناء البيت الذي هو الكنيسة والخلاص الذي تم بمجيء المخلص.

أما المجموعة الثانية من الرسائل فموضوعها الرئيس هو “قبول الروح” تحت مسميات عدة لمظاهر النعمة الإلهية مثل قبول القوة الإلهية، الحلاوة والعذوبة الروحية، الخفة الروحية، الفرح، قبول الروح الناري والحرارة الإلهية، النعمة الإلهية، الكمال الروحي، الراحة، التقدم الروحي، الفرح والبهجة الروحية، المجد والنور الأبدي، الرؤيا الإلهية، كما يعطي أهمية لموضوع الرؤيا الإلهية فنجده يتحدث عن سلم يعقوب وصعود إشعياء وكذلك رؤيا القديس بولس ورؤيا حزقيال ورؤيته للكاروب ذو الأربع أوجه التي يراها رمز لأربع مراحل في حياة الناسك يرتقي فيها من واحدة إلى الأخرى.